http://www.balagh.comيؤكد الإخصائيون في التربية على أن الطلب بشكل مختصر وموجز، وبطريقة إيحابية مباشرة وصيغة مؤدبة: من فضلك! من أقصر الطرق السحرية للحصول على تعاون الأولاد.
يسيطر على الأولاد وحتى سن التاسعة شعور قوي بالارتباط بأهلهم، وخاصة بالأم، وكثيرا ما نراهم يتبعون خطوات أمهاتهم أينما ذهبن، فهم لا يشعرون بالأمان بعيدا عنهن، بل قد يسيطر عليهم القلق والخوف أحيانا إلى درجة تدفعهم للبكاء، خاصة عندما يخرج آباؤه وأمهاتهم ويتركونهم مع المربية أو مع أحد الأقارب، والسبب في ذلك هو أنه لم يتبلور لديهم بعد الشعور الكافي بالاستقلالية الانفصال، وكأنه مازال هناك حبل سري إضافي وغير مرئي، يربط الطفل بأمه لتغذية شخصيته ونفسيته بالأمان والحب.
لذلك وعندما يحتاج الابن الصغير أن يذهب إلى الحمام مثلا، يسأل أمه أن تصاحبه، وقد تشجعه أمه لكي يذهب وحيدا، ولكنه يرفض بإصرار، ويكرر طلبه أن تصاحبه أمه، وإذا ما سئل عن السبب، فإنه لا يرد لأنه لا يعرف الجواب، أو قد يقول أنه يخاف! وإذا ما سألناه عما يخيفه، فهو لن يجيبنا، لأنه يجهل السبب، ولا يدرك أن خوفه هذا ناتج عن عدم شعوره بالأمان بعيدا عن أمه، وليس له علاقة بالحمام أو بأي مكان آخر بعيد عن عيني أمه.
وكثيرا ما تنزعج الأم من ملاحقة الابن/ الابنة لها والتي تتزايد عندما تكون مشغولة، مثلا: عندما يكون عليها الانتباه إلى ضيوفها والقيام بواجبات ضيافتهم.
وكثيرا ما نسمع بعض الأمهات يتذمرن من أطفالهن قائلات مثلا: "لا أعرف ماذا حصل له اليوم؟ فهو يذهب إلى الحمام وحده دائما والآن لأنني مشغولة، يتصرف بهذه الطريقة السخيفة!" والحقيقة أن الطفل يتصرف بهذه الطريقة ليتأكد من استمرار رباطه الوثيق مع أمه، وليطمئن نفسه، فهو لا يقصد أن يزعج أمه بأي شكل من الأشكال، ولكن تزداد حاجته إلى تأكيد وجود هذا الرباط، عندما يشعر أن اهتمام أمه به قد نقص أو تحول إلى غيره، وعند وجوده في مكان غريب غير مألوف، أو عند وجود أناس غرباء لا يعرفهم. لذا وفي تلك المرحلة من العمر، علينا الانتباه إلى الطفل وإعطاؤه الاهتمام اللازم والضروري لاستقراره النفسي.
عندما نطلب من الأطفال القيام بشيء ما، يفضل عدم استعمال صيغة المفرد، لأن ذلك يشعرهم بالانفصال عنا، ويقطع ذلك الحبل السري الأثيري الذي يربطهم بنا، فمثلا يستحسن أن نقول للطفل في تلك السن: "لنذهب إلى الحمام لنغسل أيدينا" بدل القول: "اذهب إلى الحمام واغسل يديك".
الصيغة الأولى يتقبلها الطفل تلقائيا، لأنها تخاطبه على أنه جزء منا فيطمئن، بينما الصيغة الثانية تعامله على أنه منفصل عنا وهذا ما يثير قلقة وخوفه فيتوتر ويرفض طلبنا.
وفي أغلب الأحيان عندما يرفض الطفل الذهاب وحيدا، يتطوع الأهل لتفسير ذلك يأنه خائف! فيسمع الطفل تلك العبارة، ويظن أنها عذر مقبول ومنطقي في نظر أهله، فيبدأ باستعمالها! ثم وبعد أن ساهم الأهل في تعريفه بعالم الخوف، يبدأ الابن/ الأبنة بالقول أنه خائف، يحاول الأب/ الأم إزالة خوفه بالمنطق، وطمأنته إلى أن ليس هناك أشباح أو عفاريت! قد يوبخه، أو قد يستهزئ به لأنه يخاف، وهذا ما يحصل خاصة مع الطفل الذكر الذي يجب أن يكون شجاعا ولا يسمح له بأن يخاف.
إن مشاعر الخوف هذه تكون حقيقية بالنسبة للطفل، فشخصيته لم تنم بعد ومازالت بحاجة إلى الاتحاد مع شخصية أبويه. لذلك استعمال صيغة "نحن" بدلا من "أنت" تؤكد للطفل ذلك الإتحاد وتدخل الطمأنينة إلى قلبه، وتشجعه على القيام بما نطلب منه. ولكن إذا ما نسينا واستعملنا صيغة المفرد، فإنه يمكننا دائما وبكل بساطة إضافة جملة بعدها تستخدم صيغة "نحن"، مثال على ذلك:
قالت الأم: "أحمد رتب سريرك من فضلك".
لاحظت الأم الأمر فتداركته بإضافة: "وبعد ذلك سنقرأ معا قصة جديدة".
من الضروري أن تتأكد أن تعاون أطفالك معك ينبع من رغبتهم بذلك وباختيارهم ودون إكراه، لذا أفسح لهم المجال كي يعبروا بصراحة عن مواقفهم حيال طلبك أو أي موضوع آخر، وأعطهم الحق في أن يناقشوه أو يرفضوه، وحاول أن تتخلص من أية مشاعر سلبية تجاه مناقشتهم لك أو معارضتهم، واحذر أن تعتبرهم عاقين أو تصفهم بأنهم غير مطيعين، وهذا لن يكون سهلا، فنحن ما زلنا مشبعين بكثير من صور وأحاسيس وردود فعل مترسبة من الماضي، ورثناها أبا عن جد. وإذا ما رغبت فعلا أن تحوز على تعاونهم الحقيقي النابع من رغبتهم الذاتية، فلابد لهم من أن يتمتعوا بحق الرفض والاستفسار والحوار معك بصراحة، وتذكر أن أية مواجهة بينكما، إنما هي تمرين هام لهم، ويفيدهم كثيرا في حياتم بالغين، ومع علاقاتهم مع الآخرين وهو أساس لبناء احترام النفس والذات.
والخلاصة: من الطرق السحرية: تجنب الأسئلة المبهمة، والتفسيرات المفصلة والمحاضرات الطويلة، ولا تجعل العواطف السلبية أداة لفرض الطاعة على الأولاد، واسمح لهم بالرفض. وتذكر أن تستعمل صيغة "نحن" كلما سمحت لك الفرصة بذلك.
يسيطر على الأولاد وحتى سن التاسعة شعور قوي بالارتباط بأهلهم، وخاصة بالأم، وكثيرا ما نراهم يتبعون خطوات أمهاتهم أينما ذهبن، فهم لا يشعرون بالأمان بعيدا عنهن، بل قد يسيطر عليهم القلق والخوف أحيانا إلى درجة تدفعهم للبكاء، خاصة عندما يخرج آباؤه وأمهاتهم ويتركونهم مع المربية أو مع أحد الأقارب، والسبب في ذلك هو أنه لم يتبلور لديهم بعد الشعور الكافي بالاستقلالية الانفصال، وكأنه مازال هناك حبل سري إضافي وغير مرئي، يربط الطفل بأمه لتغذية شخصيته ونفسيته بالأمان والحب.
لذلك وعندما يحتاج الابن الصغير أن يذهب إلى الحمام مثلا، يسأل أمه أن تصاحبه، وقد تشجعه أمه لكي يذهب وحيدا، ولكنه يرفض بإصرار، ويكرر طلبه أن تصاحبه أمه، وإذا ما سئل عن السبب، فإنه لا يرد لأنه لا يعرف الجواب، أو قد يقول أنه يخاف! وإذا ما سألناه عما يخيفه، فهو لن يجيبنا، لأنه يجهل السبب، ولا يدرك أن خوفه هذا ناتج عن عدم شعوره بالأمان بعيدا عن أمه، وليس له علاقة بالحمام أو بأي مكان آخر بعيد عن عيني أمه.
وكثيرا ما تنزعج الأم من ملاحقة الابن/ الابنة لها والتي تتزايد عندما تكون مشغولة، مثلا: عندما يكون عليها الانتباه إلى ضيوفها والقيام بواجبات ضيافتهم.
وكثيرا ما نسمع بعض الأمهات يتذمرن من أطفالهن قائلات مثلا: "لا أعرف ماذا حصل له اليوم؟ فهو يذهب إلى الحمام وحده دائما والآن لأنني مشغولة، يتصرف بهذه الطريقة السخيفة!" والحقيقة أن الطفل يتصرف بهذه الطريقة ليتأكد من استمرار رباطه الوثيق مع أمه، وليطمئن نفسه، فهو لا يقصد أن يزعج أمه بأي شكل من الأشكال، ولكن تزداد حاجته إلى تأكيد وجود هذا الرباط، عندما يشعر أن اهتمام أمه به قد نقص أو تحول إلى غيره، وعند وجوده في مكان غريب غير مألوف، أو عند وجود أناس غرباء لا يعرفهم. لذا وفي تلك المرحلة من العمر، علينا الانتباه إلى الطفل وإعطاؤه الاهتمام اللازم والضروري لاستقراره النفسي.
عندما نطلب من الأطفال القيام بشيء ما، يفضل عدم استعمال صيغة المفرد، لأن ذلك يشعرهم بالانفصال عنا، ويقطع ذلك الحبل السري الأثيري الذي يربطهم بنا، فمثلا يستحسن أن نقول للطفل في تلك السن: "لنذهب إلى الحمام لنغسل أيدينا" بدل القول: "اذهب إلى الحمام واغسل يديك".
الصيغة الأولى يتقبلها الطفل تلقائيا، لأنها تخاطبه على أنه جزء منا فيطمئن، بينما الصيغة الثانية تعامله على أنه منفصل عنا وهذا ما يثير قلقة وخوفه فيتوتر ويرفض طلبنا.
وفي أغلب الأحيان عندما يرفض الطفل الذهاب وحيدا، يتطوع الأهل لتفسير ذلك يأنه خائف! فيسمع الطفل تلك العبارة، ويظن أنها عذر مقبول ومنطقي في نظر أهله، فيبدأ باستعمالها! ثم وبعد أن ساهم الأهل في تعريفه بعالم الخوف، يبدأ الابن/ الأبنة بالقول أنه خائف، يحاول الأب/ الأم إزالة خوفه بالمنطق، وطمأنته إلى أن ليس هناك أشباح أو عفاريت! قد يوبخه، أو قد يستهزئ به لأنه يخاف، وهذا ما يحصل خاصة مع الطفل الذكر الذي يجب أن يكون شجاعا ولا يسمح له بأن يخاف.
إن مشاعر الخوف هذه تكون حقيقية بالنسبة للطفل، فشخصيته لم تنم بعد ومازالت بحاجة إلى الاتحاد مع شخصية أبويه. لذلك استعمال صيغة "نحن" بدلا من "أنت" تؤكد للطفل ذلك الإتحاد وتدخل الطمأنينة إلى قلبه، وتشجعه على القيام بما نطلب منه. ولكن إذا ما نسينا واستعملنا صيغة المفرد، فإنه يمكننا دائما وبكل بساطة إضافة جملة بعدها تستخدم صيغة "نحن"، مثال على ذلك:
قالت الأم: "أحمد رتب سريرك من فضلك".
لاحظت الأم الأمر فتداركته بإضافة: "وبعد ذلك سنقرأ معا قصة جديدة".
من الضروري أن تتأكد أن تعاون أطفالك معك ينبع من رغبتهم بذلك وباختيارهم ودون إكراه، لذا أفسح لهم المجال كي يعبروا بصراحة عن مواقفهم حيال طلبك أو أي موضوع آخر، وأعطهم الحق في أن يناقشوه أو يرفضوه، وحاول أن تتخلص من أية مشاعر سلبية تجاه مناقشتهم لك أو معارضتهم، واحذر أن تعتبرهم عاقين أو تصفهم بأنهم غير مطيعين، وهذا لن يكون سهلا، فنحن ما زلنا مشبعين بكثير من صور وأحاسيس وردود فعل مترسبة من الماضي، ورثناها أبا عن جد. وإذا ما رغبت فعلا أن تحوز على تعاونهم الحقيقي النابع من رغبتهم الذاتية، فلابد لهم من أن يتمتعوا بحق الرفض والاستفسار والحوار معك بصراحة، وتذكر أن أية مواجهة بينكما، إنما هي تمرين هام لهم، ويفيدهم كثيرا في حياتم بالغين، ومع علاقاتهم مع الآخرين وهو أساس لبناء احترام النفس والذات.
والخلاصة: من الطرق السحرية: تجنب الأسئلة المبهمة، والتفسيرات المفصلة والمحاضرات الطويلة، ولا تجعل العواطف السلبية أداة لفرض الطاعة على الأولاد، واسمح لهم بالرفض. وتذكر أن تستعمل صيغة "نحن" كلما سمحت لك الفرصة بذلك.
السبت مارس 14, 2015 7:47 pm من طرف Admin
» توصيات الأسهم السعودية عبر الجوال
الثلاثاء مايو 28, 2013 3:45 am من طرف eecfc
» ندعوكم للمشاركة
الإثنين يناير 14, 2013 7:02 pm من طرف Admin
» موسيقى هادئه للاسترخاء
الأحد يناير 13, 2013 12:24 pm من طرف Admin
» تايتنك-بيانو
الأحد يناير 13, 2013 12:21 pm من طرف Admin
» موسيقى هادئة ساعة كاملة
الأحد يناير 13, 2013 12:20 pm من طرف Admin
» موسيقى نينوى الشهيرة Nineveh, the famous music
الأحد يناير 13, 2013 12:19 pm من طرف Admin
» احلى موسيقى في العالم Gheorghe Zamfir
الجمعة يناير 11, 2013 12:45 pm من طرف Admin
» كيف تربح جوجل المليارات !! - منيب عرابي
الجمعة يناير 11, 2013 12:32 pm من طرف Admin